الحَمد لله منْه التّوفيق ، ولَه المِنة ، ومنْه الفضْل ،ولهُ الثّناء الحَسن ..~
السّلام عليْكم ورحْمة الله وبرَكاته .. أمّا بعْد،
فليْس أعْذب منَ المَاء الزّلالِ حينَ تمْتاحهُ فِي هَجير ، وليْس ألذّ منْ شهدٍ حلوٍ مصفّى تسْتعذبه الأفوَاه ، بعْد أنْ كدَحت في حيَاتِك ماكَدحْت .
" جرّاح " بسْمة تعبّر عنْ عذُوبة الألَم ، وهلْ يكُونُ الألَم عذباً إلا بِها ؟!
لحْظة ولادةِ " جرّاح " .. لحظة طُويت فيهَا المَتاعِب واسْتحال فيها الماضِي بكلّ إيقاعَاته المُؤلمة والمُبهجة إلى لحْظةٍ استَحالتْ فيهَا الأمَاني إلَى مشَاهد حيّة و الآلامُ إلَى ذِكرياتٍ جَميلةٍ .
وفي يومٍ مَا ستَكبُر يا "جرّاح" ، تقِفُ وقَد قضيتَ منَ العُمر سنِين ، بعْد أنْ رسَمت لنَفسِك غايةً وهَدفًا ، وسَتلقَى التّسدِيد منْ ربّ العَالمِين ، بعْد أن صَدقت العَزم ، وبَذلت الجُهد ، و جعَلتَ همّك نصْب عيْنيكَ فأعطاكَ الله منّةً منهُ وفضْلا .
ابنِي " جرّاح " .. إنّ أمّتك بحاجَةٍ لبَذلك ، لا تسْتقل جُهدًا بذلته ، ولا تسْتصغِر عمَلا قدّمته ، فإنّما تنْبلُ الأُممْ بجُهُود أفْرادِها إذَا ما تآزَرتْ
لا تحَقّرن صَغيرةً إنّ الجِبال منَ الحَصى
حقُّ لكَ اليَوم أنْ تمْضِي معْلنًا الفَرح والسّرور أنْ وفّقك الله فِي طَريقٍ سلَكتَه ، وسدّدكَ لصَوابٍ أمِلتَه ، وحقٌ لِي أنْ أزفّ إليْك منَ الكَلمات عبَقَها ، ومنَ العِباراتِ أرقّها ،
وأنْ انشُر هَاهُنا فِي روابِي الأهْل والأصْحاب أريجُك الفوّاح لأنّك رسَمت البَسمةَ في قلُوبٍ تحبّكَ ، والانَ وقَد كبُرت - وقرَأتَ ما كتبتُ لكْ - لا يسَعنِي إلاّ انْ اقُول :
جعَل الله مَاقدّمت عوْنًا لكَ علَى ما أخّرت ، ويسّر لكَ طريقُ العِلمِ وجَعله مُكللاً بالتّوفيق والنّجاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق